المشاهد المصورة في الفن الجنائزي الرومانى الخاص بالأطفال: وفقاً لتحليل سيجموند فرويد ومقارنتها بتطبيقات الذكاء الاصطناعي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب جامعة الإسكندرية

المستخلص

عند د ا رسة المشاهد ال م صورة في الفن الجنائزي للأطفال، نجد أنفسنا أمام ضرورة فهم الدوافع النفسية
الكامنة و ا رء تنوع هذه المشاهد. فلكل مشهد رموزه ومعانيه التي تعبر عن مشاعر إنسانية عميقة. ومن
أجل الوصول إلى جوهر هذه الدوافع، كان علينا التعمق في فهمها، والاستعانة بمن جمع بين الاهتمام
بعلم النفس ود ا رسة الآثار . ولم نجد أكثر ملاءمة من العالم النفسي سيجموند فرويد، الذي أولى اهتما م ا
خا ص ا بد ا رسة الفن والآثار، وتناول الفن الجنائزي بوصفه وسيلة رمزية للتعبير عن المشاعر العميقة للحزن
والفقد. فقد سعى فرويد إلى تتبع الكيفية التي يعبر بها الوالدان عن مشاعر الألم عند فقدان أحد أطفالهما،
من خلال الأشكال الفنية التي تحاول تخليد الذكرى وتخفيف وطأة الفقد عبر الإبداع والمشاهد الرمزية .
ت قدم نظرية التحليل النفسي لسيجموند فرويد منظو ا ر عمي قا لفهم هذه الظاهرة، ولا سيما من خلال مفهومي
التسامي والتعلق. فالتسامي يمثل آلية لتحويل طاقة الحزن إلى إبداع فني يسمو بالألم نحو الفناء، بينما
يعكس التعلق استم ا رر الرغبة اللاواعية في الحفاظ على ال ا ربط النفسي مع الطفل المتوفى .
أما في العصر الحديث، فقد اتخذت هذه الدوافع النفسية شكلا جديدا مع تطور تطبيقات الذكاء
الاصطناعي، التي باتت تتيح إعادة تمثيل وجوه ال ا رحلين وأصواتهم بصورة رقمية. لقد نقلت هذه التطبيقات
مشاعر الحزن من الأثر المادي إلى الوسائط السمعية والبصرية، لكنها ظلت تعبر عن الفكرة ذاتها:
مقاومة الغياب واستعادة حضور الشخص ال ا رحل في صورة رمزية للحفاظ على التواصل معه بطريقة ما .
وهكذا يلتقي الفن الجنائزي القديم بالتكنولوجيا الرقمية المعاصرة في جوهر إنساني واحد، إذ يعبر كلاهما
عن رغبة الإنسان العميقة في تحدي الموت وتخليد الذكرى

الكلمات الرئيسية