روبرت من كيتّون وترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللاتينية : السياق والوظيفة والخصائص

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب - جامعة القاهرة

المستخلص

إن تاريخ العلاقا ت بين الثقافتين العربية واللاتينية في العصور الوسطى - تاريخ متعد د الأوجه من عمليا ت النقل والاتصال؛ وأصبح ت د ا رسة هذه العلاقا ت مجالًا هامًا، لا سيما الد ا رسا ت النصية  للأعمال التي تنتمي لهاتين الثقافتين في العصور الوسط ى. وطبيعة الروابط بينهما تثي ر بالفعل العديد من التساؤلا ت على مستويا ت مختلفة مثل: ما هي أشكال التفاعل التي كان ت مميزة للمناطق التي تعايشت فيها اللاتينية والعربية على مدى فت ا ر ت طويلة، كما هو الحال في شبه الجزيرة الإيبيرية أو في صقلية، وما هي الآليا ت التي سهل ت نق ل المعرفة أو الأشكال النصية العربية إلى الغر ب اللاتيني .
وتتطلب دارسة تاريخ العلاقا ت الثقافية بين العربية واللاتينية؛ المقارنا ت النصية بين الثقافتين في مختلف العلوم، وتدخل الد ا رسة الحالية في هذا الإطار؛ حيث تناقش ترجمة معاني الق آ رن الكريم إلى اللاتينية؛ تلك الترجمة التي قام بها روبر ت من كيتّون عا م 1143 م في طليطلة . وتسعى الد ا رسة إلى كشف السياق السياسي والفكري الذي تم ت فيه الترجمة، وكذلك معرفة الهدف منها، وطبيعتها ومد ى
قربها م ن الن ص المصدر. كما أنه ا تلقي الضوء عل ى لغة المترج م وأسلوبه، وتهتم بالوقوف على أهم المسائل الجدلية التي استغلها كُتا ب أد ب الدفاع في المسيحية في تفنيد ودح ض القرآن، وبالتالي الإسلام . وتهتم كذلك ببيان كيف دفع ت هذه المسائل المترجم إلى استخدام مفردا ت معينة، وكيف أدت به إلى تشويه الن ص القرآني، بما مارسه فيه م ن حرية شديدة ف ي الحذف والإضافة، وفي القل ب
والتبديل، وكيف كانت الترجمة بمثابة خطابًا موجهًا منه إلى القارئ اللاتيني، استخدم فيه عددًا من الحيل البلاغية، مع إضافت ه لمعجم شرح من خلاله بع ض المفردات، وأضاف عددً ا من التعليقات .
وتعتمد الدارسة المنهج التحليلي المقارن، لتحليل نماذ ج من الآيا ت المترجمة من بعض السور،ومقارنتها بالأصل؛ للتعرف على تقنية الترجمة، والخصائص المميزة لأسلوب المترجم، وإلقاء الضوء على أهم المشكلات التي كانت تواجه مترجمي العصور الوسطى من العربية إلى اللاتينية .

الكلمات الرئيسية