يناقش هذ البحث نتائج العمل الميداني لمبنى القصبة القبلية*بمرسى مطروح، وتمت الإشارة إلى هذا المبنى من خلال حفائر البعثة الألمانية بالتعاون مع هيئة الآثار عامي 2007 / 2008 ، كأحد المباني الأثرية الواقعة ضمن محافظة مطروح إداريا، وقد اعتمد الباحث على بعض القرائن الأثرية في محاولة إيجاد تفسير منطقي لوظيفة المبنى، والتي أمكن الحصول عليها من الدراسات السابقة وأهمها: " White Donald " في تقريره عن "آثار ب ا ريتينيوم القديمة" و اكتشافات مرسى مطروح أهمها جزيرة باتيس أو جزيرة اليهودي( و " Katharina Rieger " عن مستوطنة أم الأشطان "الشيطان"**و " Heike Möller " عن وادي القصبة، وأخي اً ر تقارير الحفائر الأثرية بالمجلس الأعلى للآثار بمدينة مرسى مطروح لعامي 2007 / 2008 ، وكيف أن هذه الق ا رئن قد أعطتنا لمحات جديدة بخصوص التفسير الوظيفي لهذا المبنى، فعلى مر العصرين البطلمي والروماني، تطور فن العمارة في منطقة الساحل الشمالي الغربي للإسكندرية، وذلك في ضوء التاريخ والأحداث المصرية، حيث اهتم البطالمة بإعادة بناء ب ا ريتينيوم )مرسى مطروح(، باعتبارها مدينة إست ا رتيجية حربية لتأمين حدود مصر الغربية في عصر الدولة الحديثة، ونقطة انطلاق نحو الغرب من الإسكندرية، تلك المدينة التي بناها بطلميوس الثاني "فيلادلفيوس"، ومن خلالها قدم هذا البحث أفكا اً ر ونتائج جديدة للد ا رسات السابقة على الرغم من تعثر إج ا رء أي استكشافات واسعة ومنظمة على طول الساحل الشمالي، ولكن من خلال د ا رسة هذه المواقع وجد أنها تشابهت في بعض النواحي، اوختلفت في نواح أخرى من حيث التصميم والغرض المعماري، إذ تم الإشارة إلى المحيط الحيوي للقصابة من خلال مدلولات ومفاهيم تحتاج إلى تفسير يناسب العصر الحديث، ذلك أن المفاهيم والمصطلحات تتغير من فترة إلى أخرى، كما يوضح مدى الارتباط بين التشكيل المعماري للمنشآت المعمارية على طول خط الساحل الشمالي الغربي، ومن خلال البحث، تم التعرف على أهمية وتفسير وظيفة المكان )مدن يا، وعسكر يا، ودين يا، وحضار يا(، وتحقيق ذلك من خلال الخ ا رئط الطبوغ ا رفية بمقياس رسم ) 1 : 25000 (، والصور التوضيحية، ومواضع تلك الأماكن الأثرية الثابتة والمنقولة، التي ذ كر بعضها في المصادر الكلاسيكية القديمة ووصفها وتأريخ بعضها قدر الإمكان، إذ استخدم عدد كبير من هذه المناطق الأثرية المكتشفة خلال العصرين اليوناني والروماني.