معالجة الوباء عند سوفوكليس وثوكيديديس ولوكريتيوس وفرجيليوس في ضوء علم الأسلوب

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب - جامعة القاهرة

المستخلص

كان الوباء موضو ع ا شي ق ا جاذ با لعدد من الكُتاب في مجالات مختلفة، سواء
كانت نث ا ر أم شع ا ر، بغرض التعبير عن فكر الكاتب ذاته، وكان لكل منهم أسلوبه
الخاص والمميز من أجل إظهار هذا الفكر. تتناول هذه الورقة البحثية معالجة الوباء
عند كل من الشاعر اليوناني سوفوكليس في مسرحية "أوديب مل ك ا"، والمؤرخ اليوناني
ثوكيديديس في عمله "تاريخ الحرب البيلوبونيسية، والشاعر الروماني لوكريتيوس في
قصيدة "في طبيعة الأشياء"، وأخي ا ر الشاعر الروماني فرجيليوس في ديوان
"الز ا رعيات"، في ضوء علم الأسلوب، فقد كان لكل كاتب من هؤلاء غرض من تناول
موضوع الوباء، وانعكس ذلك في استخدام كل منهم للمفردات والصفات والأدوات
اللغوية التي تساعده في تحقيق هذا الغرض. فكان سوفوكليس يعبر عن ثقافة عصره،
أما ثوكيديديس فكان اهتمامه منصب على وصف أع ا رض المرض بدلا من أن يقدم
تفسي ا ر فلسف يا أو دين يا لأسباب المرض، واتصف حديثه بالموضوعية دون اللجوء لإثارة
الشفقة أو العاطفة، بينما لم ينظر لوكريتيوس للوباء الذي واجهته أثينا كحدث تاريخي،
فلم يهتم بفكرة الزمان والمكان، بل كان يوجه القارئ لقبول فكرة الموت من خلال قبول
التفسير العلمي للظواهر الطبيعية. ولوكريتيوس يتناول بوجه عام الواقع في عبا ا رت
أقرب للنثر منها إلى الشعر، فلم يلجأ إلى الب ا رعة الفنية كما فعل فرجيليوس الذي
يهدف ص ا رحة للتعاطف مع ضحايا الوباء من خلال استخدام مفردات مؤثرة تحمل
دلالة الحزن واليأس، فهو يقدم صورة مبسطة للمرض بأسلوب عاطفي بلاغي عن
طريق التناقض واثارة الشفقة، دون أن يعتبر للحقائق العلمية والتاريخية.